لعبة ماطا عروس من القصب

الداخلة الحدث

توارثت قبائل شمال المغرب ابا عن جد لعبة ماطا التي يتنافس فيها شبان القبائل للفوز بعروس من قصب تعدها فتيات القرية ، فهي مناسبة شريفة ومناسبة للتعبير عن الفرح وإبراز الطاقات البطولية في فنون الفروسية، حيث تعتمد على الحكمة والدهاء والقوة والثبات. لتصبح اليوم موروث ثقافي يعرف دورته الحادي عشر .

وتعتبر لعبة “ماطا”، التي تلعب في منطقة جبالة بعد الانتهاء من العمل التضامني (ثويزا) حيث تجتمع النساء عقب الانتهاء من انجاز العمل التضامني الذي يتجلى في تنقية الحقول من الاعشاب الضارة أو جني المحاصيل والحصاد، فتصنع النساء بعيدان القصب وأوراق النباتات والأزهار دمية على شكل امراة جميلة ويزينها بأجمل الملابس (القفطان المغربي ) ومن الحلي الذهبية والفضية العتيقة، فتصبح هذه العروس “ماطا ” هي مبتغى الفرسان .

بعد تزين اللعبة من طرف ثلاث نساء ، يكون الفرسان المتبارين مصطفين بأسراب الخيول متشكلين تقريبا من كل القرى الجبلية، فتتفق النسوة على اختيار شاب له مواصفات معينة، كأن يكون لصاحب الحصان الشجاعة والدقة والسرعة والذكاء، لمنحه العروسة “ماطا”، وتحذيره من إضاعتها أو سرقتها من قبل فرسان القبائل المنافسة، ويجب أن يكون المشاركون في لعبة “ماطا” دون سروج، مرتدين الجلباب والعمامات.

فتنطلق المسابقة فيبدأ الصراع من أجل الحصول على العروس ماطا والاحتفاظ بها. وشيئا فشيئا تبدأ المناوشات والتناكب وتستمر لعبة الكر والفر على مساحة شاسعة فإن الفائز في لعبة “ماطا” هو الشخص الذي يسحب الدمية من الفرسان الآخرين ويأخذها بعيدًا فإن نجح أحدهم الفرار بالعروس إلى قريته، يتم إعلانه فائزا، ويصبح فارس السنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *